أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

مكيال التعليم بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

مكيال التعليم
بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

بشرى سليمان عربيات -المنتصف
بشرى سليمان عربيات -المنتصف

صحيفة المنتصف

لم يخطر في بالي يوماً أن نصل إلى الحد الذي تبخس فيه قيمة ومكانة العلم والتعليم، وأن نصل إلى الحد الذي تقاس فيه الأمور بموازين مختلفة،بحيث يتم تقييم الفشل على أنه نجاح وأن يُنتقص من حقوق الطلبة في التعليم – سواءً كان داخل المدارس والجامعات وسواء كان تعليماً عن بُعد -، ولكننا – مع الأسف – وصلنا إلى هذه المرحلة، ربما يقول قائل أن السبب في أزمة كورونا! وأنا أقول ربما يكونُ كذلك، ولكن السبب الأقوى أنه تمَّ اتخاذ كورونا سبباً لكل تقصير حدث، ولكل خطأ تمّ، ولا أقول عن غير قصد، لأن هذه الأخطاء صدرت عن جهات تمتلك مستوى من التعليم والخبرة الكافية والكفاءة العلمية والعملية، ولكنها وقعت في الخطأ، وأصرَّت عليه، ونعلم جميعاً العواقب الوخيمة المترتبة على هذه الأخطاء
لقد قامت معظم المدارس الخاصة بالتدريس عن بعد، بطريقة لا ترقى بالتعليم، سواءً كانت عن طريق الفيسبوك أو الواتس! وقامت بإعطاء إختبارات تقييمية إلكترونية مليئة بالأخطاء العلمية التي لا ترقى بالتعليم، ومنها هذا الموقف تقول فيه إحدى مشرفات العلوم في إحدى المدارس الخاصة لولي أمر طالبة – حين تمت مراجعتها في أسئلة غير صحيحة علمياً – أنهم يتصيدون الأخطاء!! نعم، هذا رد تلك المشرفة! للأسف الشديد
ناهيك عن الأخطاء التقنية التي كانت سبباً كبيراً في إرباك الطلبة عندما يقرؤون السؤال معكوساً! إضافةً إلى الوقت القصير المخصص لعقد الإمتحانات النهائية، وحتى لو كان الوقت طويلاً لم تكن تلك الإمتحانات تتجاوز العشر دقائق!
كل هذا وأكثر، ولم تكن لوزارة التربية والتعليم رقابة على أداء تلك المدارس، ولا ننكر حجم الغش الذي حدث في هذه الفترة، علماً بأنني ناشدتُ وزارة التربية والتعليم برجاء خاص عدة مرات، عبر الفضائيات وأثير الإذاعات، بعدم اللجوء للتقييم الإلكتروني، ولكن لا مجيب!
على الجانب الآخر، كان دور وزارة التربية والتعليم متواضعاً جداً عبر المنصات التي تمَّ إطلاقها، وعبر شاشات التلفزة، إذ أن وزارة كبيرة مثل وزارة التربية والتعليم ، كبيرة بما تملك من كوادر وخبرات وإمكانيات، نراها تُستقطَب من شركات خاصة قامت بالتحكم في مشهد التعليم عن بعد، وقامت بعض الشركات بالترويج لأساتذتها من خلال الوزارة، وبالرغم من ذلك لم تكن فرصة التعليم عن بعد ممكنة لحوالي سبعمائة وخمسين ألف طالب في أرجاء المملكة، ومن هنا أرى أن الخلل كان واضحاً في مكيال التعليم، الذي ظلم كثير من أبنائنا الطلبة
أما بالنسبة للجامعات الرسمية، فقد سمعنا وشاهدنا العجب العجاب، حين يرفض أحد أساتذة الجامعات إعطاء كل شعبة حقها من الوقت، وقام (ت) بجمع خمس شعب على موقع واحد في نفس الوقت، وفي نهاية الأمر لم يطالبوا الجامعة بخمس الراتب، بل اعتبروه حقاً مكتسب، يبخسون الناس أشياءهم!
أما بالنسبة لبعض المدارس الخاصة التي قررت – وبدون مبرر– إيقاف رواتب المعلمين الزهيدة، وعدم إرجاع جزء من القسط المدرسي نتيجة تعطل الفصل الدراسي الثاني، بحجة أزمة كورونا! هذا أيضاً مكيال يصب في مصلحة تلك المدارس، وبخس لحقوق كل من المعلمين وأولياء الأمور
ربما يقول قائل، ما هذه النظرة السوداوية للمشهد التعليمي في ظل أزمة كورونا؟ وأنا أقول، إنها ليست أزمة فيروس، إنما هي أزمة أخلاق وقيم، أزمة تعليم حقيقية، وأزمة في قطاع التربية والتعليم
عندما نقرأ الآيات الكريمة، ندرك تماماً كبف كان مكيال التعليم وكيف أنه ظلم كثير من الناس سواءً كان طلبة أم معلمين
(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) (الآية 35 سورة الإسراء)
(وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ) – ( الآية 85 سورة هود )

إن معظم الممارسات قامت على الكيل بعدة مكاييل، وبخست الناس أشياءهم، فهل من مستمع؟ وهل من قارئ؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى