أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
الأردنمقالات

الموقف الأردني من حل الدولتين ثابت ولم يتغير …المحامي راجح أبو عصب

الموقف الأردني من حل الدولتين ثابت ولم يتغير
المحامي راجح أبو عصب

راجح ابو عصب
المنتصف / الكاتب المقدسي راجح ابو عصب

صحيفة المنتصف
أثارت المقابلة التي أجراها الدكتور عمر الرزاز , رئيس وزراء الأردن , قبل عطلة عيد الأضحى المبارك
مع صحيفة ” الجارديان ” البريطانية حول الدوله الديمقراطية الواحدة, بشرط تحقيق العداله والمساواة
للشعب الفلسطيني ,ضجة في الأوساط الأردنية الفلسطينيه خاصة, وفي الأوساط الإقليمية والدوليه عامه.
وسبب تلك الضجة أن موقف الأردن الرسمي والثابت , والذي يؤكده العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني
باستمرار, من حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي, ومن ثم الصراع العربي الاسرائيلي, إنما يتمثل في تطبيق رؤية حل الدولتين : دولة فلسطينيه مستقلة, متواصله جغرافيا وقابلة للحياة, في الضفة الغربيه وقطاع غزة, بعاصمتها القدس الشرقية وذلك ضمن حدود الرابع من حزيران من عام 1967 .
ومعلوم أن الدكتور الرزاز ليس أول من طرح فكرة حل الدوله الواحدة, ذلك أنه في عام 1968 طرحت منظمة التحرير الفلسطينيه , الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني , فكرة الدوله الواحدة العلمانية الديمقراطية , التي يعيش فيها المسلم والمسيحي واليهودي معا جنبا إلى جنب , وكذلك فإنه نسبة من الاسرائيليين يؤيدون فكرة الدوله الواحدة هذه .
ومن ناحية أخرى, فإن اليمين الاسرائيلي يؤيد فكرة الدوله الواحدة , ولكن أن تكون خاصه باليهود فقط , على أن يتم ترحيل أبناء الشعب الفلسطيني من الضفه الغربية وقطاع غزه وداخل الخط الأخضر الى الأردن, باعتباره , حسب زعمهم هو الوطن للشعب الفلسطيني وينادون كذلك بإسقاط الحكم الملكي الهاشمي في الأردن , وإقامة حكم فلسطيني محله وفكرة الوطن البديل هذه لا ينادي بها فقط اليمين الاسرائيلي فقط بل هناك الكثير من القادة العسكريين والأمنيين والسياسيين ينادون بهذه الفكره .
وقد دعا الجنرال أرئيل شارون , وزير الدفاع الاسرائيلي خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982,
بعد خروج الفصائل الفلسطينيه من لبنان في أعقاب ذلك الاجتياح , دعا علانيه الى تطبيق مشروع الوطن البديل, إذ دعا الفلسطينيون لإقامة دولتهم فوق الاراضي الأردنيه , بل إن شارون وفي أعقاب فوزه في إنتخابات الكنيست عام 2001 وفي تصريح لصحيفة ” فوكس ” الالمانيه زعم أن شرق الاردن جزء
من أرض اسرائيل .
وفي ذات الإطار , فإن النائب السابق في الكنيست البروفسور آرييه إلداد كان قد قال في مقابله صحفيه مع صحيفة “هارتس” العام الماضي : إن عدد أعضاء اللوبي في الكنيست الذي يدعم فكرة السيطرة الكليه على أرض فلسطين التاريخيه, وجعل الاردن دولة فلسطين , ارتفع في الآونه الاخيرة, وهو يضم
نواب من كافة الكتل بما فيها اليمين .
وبالعوده الى الضجه التي أثارتها تصريحات الدكتور الرزاز حول حل الدوله الديمقراطيه الواحدة , فإن
الدكتور الرزاز , عاد وأكد في مقابلة مع الاذاعه الوطنيه العامة الاميركيه أن حل الدولتين الذي يفضي إلى إقامة دوله مستقلة وعاصمتها القدس الشرقيه . هو الحل الذي التزم به المجتمع الدولي كأساس لإنهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي , وأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني , لطالما دعا باتجاه الوصول إلى تسويه عادلة وسلمية في المنطقه تستند إلى حل الدولتين .
وأكد الدكتور الرزاز مجدداً : أننا في الأردن ملتزمون تاريخيا بحل الدولتين , ولكن في حال قامت اسرائيل بالضم , فإنها ستخلق حقائق جديده من شأنها أن تقوض حل الدولتين , وأضاف قائلا: عند تقويض حل
الدولتين, نريد معرفة أي خطه يمكن المضي فيها قدما , وأكرر هل هناك خطه قابله للتطبيق لا تقوض
السلام والاستقرار في المنطقه على المدى الطويل , وأعرب عم قناعته بأنه لا توجد هناك أي خطه تقدمها اسرائيل . وحذر الدكتور الرزاز من أن أي إجراء أحادي الجانب سيقوض كل ذلك , ويضع المنطقه بأكملها والعالم ايضا في وضع صعب , وهذا ليس في مصلحة احد . وتوجه الدكتور الرزاز بسؤال إلى الاسرائيليين قائلا : ما هو البديل ؟ وما هو الخيار الآخر للاسرائيليين ؟ هل يفكرون في دوله ديمقراطية واحده لشعبين ؟ أم أنها ستكون دولة فصل عنصري ؟ مثل تلك التي تخلص منها العالم في جنوب افريقيا منذ زمن .
وكان مسؤولون اسرائيليون سابقون قد حذروا من حل الدولة الواحده, في حال عدم تطبيق حل الدولتين , وقد حذر ” قاده من أجل أمن اسرائيل ” التي يرأسها اللواء أمنون ريشيف الذي يعتبر في اسرائيل من ابطال حرب اكتوبر عام 1973 حذروا من ضم نتنياهو لأجزاء من الضفه الغربيه أو ربما كامل الضفه
سيؤدي إلى الحرب وإنهيار الاقتصاد الاسرائيلي , وعزل اسرائيل دبلوماسيا. وقد اصدروا بحث بعنوان
” عواقب ضم الضفه الغربية …..الامن وما بعده ” وقال ريشيف إن الضم : سيكون متهورا وسيؤدي إلى نهاية الرؤية الصهيونيه لاسرائيل كدوله آمنه وديمقراطية مع أغلبيه يهوديه للأجيال القادمة .
وفي ذات السياق فإن مديرة منظمة “جي ستريت” حذرت في مقال نشره موقع “واللا ” العبري مؤخرا حذرت اسرائيل من مغبة عزمها تنفيذ مخطط ضم أراض في الضفة الغربيه قائله: إن ذلك سينطوي على خطر كبير يهدد بزوال دعم الحزب الديمقراطي الأميركي والجاليه اليهوديه في أميركا لاسرائيل , وسيقرب اسرائيل من كارثه حتميه. ويذكر أن منظمة “جي ستريت” هي جماعه ضغط يهودية في الولايات المتحده وينظر إليها على أنها “لوبي” منافس لمنظمة ” ايباك ” المؤيدة بشدة لليمين الاسرائيلي .
كما أن رئيس وزراء إسرائيل السابق إيهود أولمرت يرفض خطة الضم , ويرى أنها ستكون كارثه على الاسرائيليين والفلسطينيين , وقال : يجب ألا نضع عراقيل أمام فرصة إقامة الدوله الفلسطينيه , ورأى أن المفتاح الرئيسي للمستقبل المستقر في المنطقه يكمن في التوصل الى اتفاق سلام بين اللاسرائيليين والفلسطينيين , وأكد : ان المفتاح لتوقيع هذه الاتفاقية يكمن في ادراك ضرورة أن يتم تأسيس الدوله الفلسطينيه لأن الفلسطينين لهم حق تقرير المصير الذي أؤيده بشكل كامل . وقال إن القدس الشرقية
يجب أن تكون عاصمة الدوله الفلسطينيه .
وقال اولمرت : إن أحياء ومناطق مثل بيت حنينا وشعفاط والشيخ جراح وجبل المكبر والعيسويه وأبو ديس ووادي الجوز , لا بد أن تكون العاصمه الفلسطينيه لكونها مدينه عربيه , ولا احتاج إليها ولا أريدها ولا أنتمي اليها . وأكد ان خطة نتنياهو ضم أجزاء من الضفه الغربيه ستؤدي إلى انهيار السلطه الفلسطينيه , وهذا السيناريو قد يهز الأوضاع في الشرق الأوسط .
وتصريح الدكتور الرزاز حول حل الدوله الواحده الديمقراطيه , بحيث يتمتع الشعب الفلسطيني بحقوق كامله مع الاسرائيليين , إنما أتى في مجال التحدي للحكومه الاسرائيليه , التي يرفض رئيسها ننتنياهو حل الدولتين, مطلق حل الدولتين, وهو يعلم إن اسرائيل ترفض حل الدوله الواحده الديمقراطيه, وهذا
الطرح الذي طرحه الدكتور الرزاز لا يعد خروجا على الموقف الاردني الرسمي الثابت , الذي يؤكده الملك
عبدالله الثاني من أن الحل العادل للقضيه الفلسطينيه هو حل الدولتين .
وقد أعادت رئاسة الوزراه الأردنيه نشر المقابلة رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز , مع صحيفة الجارديان وقالت: إن الرزاز قال للصحيفه:” أتحدى أن يوافق أي مسؤول اسرائيلي على حل الدوله الواحده الديمقراطيه” وذلك في اشاره منه إلى أن حل الدوله الواحده مرفوض أساسا لدى الاسرائيليين.
ومعلوم أن العاهل الأردني هو شخصيا من يضع سياسة الأردن الخارجيه , وخاصه الملف الفلسطيني الذي يتولاه هو شخصيا باعتبار أن قضية فلسطين هي قضية الأردن الأولى , وهو بذلك يسير على نهج ملوك الاسره الهاشميه الكريمه , منذ مفجر الثوره العربية الكبرى الشريف الحسين بن علي ومرورا بالملك المؤسس عبدالله الأول , وليس انتهاء بالملك الحسين بن طلال , طيب الله ثراهم جميعا .
والله الموفق

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى