قطر الرافضة للتطبيع المجاني تثلج صدورنا…بقلم أسعد العزوني
قطر الرافضة للتطبيع المجاني
تثلج صدورنا وتقلب توقعاتهم
بقلم أسعد العزوني
صحيفة المنتصف
قبل أيام وخلال التحضير لمسخرة التطبيع المجاني الذي أعلنت عنه الإمارات والبحرين ،وجرى التجهيز لإقامة حفل التوقيع في البيت الأبيض بحضور الرئيس ترامب كفعالية إنتخابية مربحة له ،أشاعوا بأن دولة قطر ممثلة بأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، قطع على نفسه وعدا للمجند السابق في جيش الإحتلال جاريد كوشنير ،صانع القرار الحقيقي في البيت الأبيض،بأنه سيكون التالي في جوقة المطبعين المجانيين مع مستدمرة الخزر في فلسطين .
وضعنا أيادينا على قلوبنا التي بلغت الحناجر ،خوفا من أن يكون كوشنير في جولته الأخيرة في الخليج قد ضغط على الشيخ تميم ،وهدده بغزو سعودي في حال لم يقدم على التطبيع المجاني ،وأنه في حال إرتضى لنفسه ما إرتضاه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وملك البحرين حمد بن خليفة،فإن البيت الأبيض سيضغط على السعودية للمصالحة مع قطر وتحل أزمة الخليج ،وبالفعل سمعنا تصريحات أمريكية رفيعة تؤكد أنه آن الأوان لحل أزمة الخليج التي مضى عليها ثلاث سنوات.
اليوم الأربعاء أعلنت الدوحة رسميا وفي مقابلة إعلامية مع وكالة بلوم بيرغ الأمريكية أكدت المتحدثةالرسمية بإسم وزارة الخارجية القطرة لولوة الخاطر ،أن سمو أمير البلاد لن يقوم بالتطبيع مع إسرائيل قبل حل عادل للقضية الفلسطينية ،وهذا موقف تحسد عليه الدوحة ،لأنها وقفت في وجه رياح الخماسين الصفراء، وقالت لا بالفم المليان لكل من يتعامل مع قضية فلسطين لتحقيق المكاسب السياسية والمالية والتجارية.
الغريب في الأمر أن أجهزة مخابرات دول الضد نسقت حملات معادية لتشويه صورة قطر ،بالتزامن مع وجود وزيري خارجية الإمارات والبحرين ،في كرنفال البيت الأبيض الفضائحي للتوقيع على إتفاقيات التطبيع المجاني التي ستجل الدمار لشعبي الإمارات والبحرين ،والعار والشنار لصناع القرار فيهما،وكانت التسريبات مدروسة مثل ان قطر رفضت الإستجابة للسلطة الفلسطينية بقرض مسترد فور دفع إسرائيل أموال المقاصة ،وأنها طلبت من السلطة الرجوع لإسرائيل ،كما أنها أوقفت الدعم عن حماس ،وأوعز لقناة الجزيرة بوقف تلميه مسؤول حماس الشيخ هنية،وتسريبات أخرى لا يقدر عليها سوى أجهزة مخابرات متمرسة في التضليل والتزوير.
لا أدري كيف يفكر مسؤولو دول الضد ،وهل نسوا أو تناسوا أن رفض القيادة القطرية التي شاركت قمم ترمب الخليجية والعربية في الرياض قبيل فرض الحصار عليها رفضت الإستجابة للإملاءات الترمبية بخصوص التطبيع المجاني مع إسرائيل؟لا أظن أنهم نسوا أو تناسوا ولكنهم يعملون وفق معطيات المرحلة وكيفما إتفق.
عموما جاء الموقف القطري ليثبت أن دولة قطر “الصغيرة جدا جدا “هي صاحبة موقف كبير جدا جدا ،وأن قيادتها تفكر بمصالحها الإستراتيجية،ولا تظهر تظهر ضعفا ،وهي بالفعل خرجت من الحصار أقوى مما كانت عليه قبله ،وبالتالي لم يعد يعني قيادتها الحازمة إعلان إنتهاء الحصار،أو من سيأتيها للمصالحة ،لأنها ثبّتت بصمتها على الخارطة السياسية الإقليمية والعربية والعالمية .
وحتى أكون منصفا فإن متصيدا في الماء العكر سيقول أن قطر تقيم علاقات سرية مع إسرائيل ،والجواب على ذلك أن قطر وفي مرحلة ما فرضتها عليها الشقيقة الكبرى من خلال محاولة غزو مسلح فاشلة في تسعينيات القرن المنصرم،إضطرت للتعاون مع الشيطان ،ولكنها لم تسلم نفسها لهذا الشيطان،وجمدت الأمل الإسرائيلي ،ولو كانت قطر غير ذلك لما تجرأ أحد على التفكير حتى بمعاداتها وليس فرض الحصار عليها ،بمعنى ان إسرائيل هي جزء من الحصار لمعاقبة الدوحة التي أوقفت جريان سيل التطبع.