أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
الرئيسيةمنوعات

“الشيح والقرنفل”.. كورونا يدفع المغاربة إلى الأعشاب

نبتة الشيح - المنتصف
نبتة الشيح – المنتصف

صحيفة المنتصف

لطالما اعتمد المغاربة وصفات تحوي أعشاب طبيعية كعلاجات للأمراض البسيطة أو المستعصية على حد سواء، ويعرف هذا النوع من العلاج إقبالا كبيرا منذ سنوات بعيدة وزاد بنسبة أكبر هذا العام.

ومنذ شهر مارس تاريخ ظهور أول حالة إصابة بفيروس كورونا في البلاد، انتشرت بين المغاربة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وصفات لخلطات مصنوعة من الأعشاب، وتداولوا أسماء أعشاب دون أخرى أشهرها عشبة “الشيح” التي قيل أنها تقضي على الفيروس في الهواء، و”القرنفل” الذي يعتقد البعض أنه يقتل أي جسم غريب داخل الجهاز التنفسي. 

حقائق أم شائعات؟

دفع الهلع والخوف من الإصابة بفيروس كورونا، أشخاصا إلى سلك طريق التداوي بالأعشاب، منهم من شك في الإصابة وآخرين لم تظهر عليهم أي أعرض، في المقابل هناك أشخاص يرفضون فكرة التدواي بالأعشاب ويقولون أنها “إشاعة” ما لم تصدر بشأنها دراسة علمية تؤكد فعاليتها في علاج الفيروس. 

تعتقد أمينة من مدينة الدار البيضاء والبالغة 43 عاما، أنها شفيت من فيروس كورونا بتناولها أعشاب مع فيتامينات مقوية للمناعة إلى جانب التغذية الجيدة والمتنوعة.

وتضيف لموقع “سكاي نيوز عربية”: “في الأسبوع الأول أحسست بتعب وارهاق وقلت أنه أمر متجاوز وعادي مع ضغوط العمل والحياة اليومية، إلا أنه في الأسبوع الثاني ومع مرور الوقت زاد التعب والإرهاق وظهر معهما ضيق في التنفس وسعال جاف”.

وتابعت بالفول:”ساعتها بدأت أشك بإصابتي بكورونا وأبحث في الإنترنت عن طرق للعلاج في البيت.  وبالفعل وجدت فيديوهات وموضوعات عن التداوي بالأعشاب، ودون تردد شرعت في تجريب بعض الوصفات من بينها مسحوق عشبة القرنفل مع الليمون والعسل، مع استعمال دخان عشبة الشيح و”الأوكاليبتوس” لتطهير المنزل والقضاء على الفيروس”

وتستطرد أمينة وتقول “إنها بعد مدة من المواظبة على تلك الوصفات اختفت الأعراض، غير أنها لم تجر تحليلا مخبريا يؤكد إصابتها بفيروس كورونا من عدمه وينفي احتمال أن تكون قد مرت بأنفلونزا موسمية أعراضها مشابهة لكورونا”.

أما محمد القاطن بمدينة  اغادير جنوب المغرب، البالغ 58 عاما، والذي خالط إحدى الحالات المصابة بكورونا، يقول إن عملية التداوي بالأعشاب مجرد إشاعة ليس إلا لعدم إثبات فعاليتها عبر أبحاث ودراسات رسمية لمراكز معتمدة في المجال.

ويضيف محمد في تصريح لـ”موقع سكاي نيوز عربية”: “فور علمي بمخالطة حالة مصابة بكورونا، قمت على الفور باختبار كشف عن الفيروس كانت نتيجته سلبية، رغم ذلك عزلت نفسي في المنزل لمدة أسبوعين تحسبا لظهور أي أعراض، ولم ألجأ لاستخدام أي من الأعشاب التي نصحني بها أصدقاء خلال فترة العزل، لأنني أجهل خطورتها وأفضل عدم استعمالها”. 

جمال، صاحب معشبة (عطارة) بمدينة الدار البيضاء، يقول إن عددا من بائعي الأعشاب استغلوا فرصة تهافت الناس على الأعشاب الطبيعية من أجل علاج كورونا وروجوا لوصفات تحوي موادا لا علاقة لها بعلاج الفيروس، بينما هي فقط مواد مساعدة على تقوية المناعة.

وتابع جمال : “يقصدني يوميا عشرات الأشخاص بحثا عن أعشاب تقضي على فيروس كورونا، إلا أنني غير قادر للأسف على تلبية طلباتهم، لأنه ببساطة لا أتوفر على أعشاب بإمكانها القضاء على كورونا”.

وأكد جمال على أن “ما نبيعه هي أعشاب لتقوية المناعة وأخرى تساعد على تصفية الجهاز التنفسي لا أكثر ولا أقل”.

 “عشبة” لتقوية المناعة

محمد زين الدين، الباحث في الأعشاب الطبية النادرة في المغرب ، الذي أثار ضجة إعلامية بعد أن قال أن لديه علاجا طبيعيا يساعد في مكافحة جميع الفيروسات في الجسم، قال لموقع سكاي نيوز عربية :”أنا لا أمتلك وصفة لعلاج كورنا بل توصلت إلى “عشبة” ­(تحفظ على ذكر اسمها) وهي عصارة سنوات من البحث والدراسة، يمكنها تقوية المناعة لمواجهة أي مرض يرتبط بضعف الجهاز المناعي”، يقول محمد زين الدين في حديثه مع “موقع سكاي نيوز عربية”.

واعتبر زين الدين، أن هناك أشخاصا يتوهمون إصابتهم بفيروس كورونا بسبب تشابه الأعراض مع أمراض أخرى، ويتوهمون كذلك أنهم قضوا عليه بوصفات طبيعية، مقدما المثال بعشبة “القرنفل”، قائلا إنها تساعد فقط على التنفس ولا تعالج كورونا كما لا تفيد في تقوية مناعة الجسم.

وأضاف الباحث المغربي، أن حالات مستعصية لأمراض خطيرة، شفيت من خلال الطب البديل، إلا أن هذا المجال “أضحى أرضا  خصبا للمتطفلين وتطغى عليه العشوائية، وهو هو ما أثر سلبا على سمعة الطيب البديل“، على حد تعبيره.

خطر التسمم

ونشرا وزارة الصحة المغربية في وقت سابق، تنبيها على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك“، تحت عنوان “حذاري من استعمال الأعشاب لمعالجة كورونا”، نبهت من خلاله إلى أن أي استخدام لبعض الأعشاب، مثل القرنفل والشيح والأوكاليبتوس، بغرض الوقاية أو العلاج من كورونا، قد تكون له أضرار كبيرة.

وحذرت الوزارة من أن بعض الخلطات التي يتم الترويج لها، يمكن أن تسبب أعراض جانبية أو تسممات من قبيل “القصور الكلوي والإتلاف الكبدي أو اختناق بالجهاز التنفسي وغيرها”.  

في ذات السياق، شدد جمال الدين البوزيدي الطبيب المتخصص في الأمراض الصدرية والتنفسية، على ضرورة تقنين التداوي بالأعشاب، ولفت إلى أن استعمالها بطريقة عشوائية دون إخضاعها إلى قواعد علمية، قد يجعل منها مواد سامة تشكل خطرا على حياة الإنسان.

وأشار البوزيدي في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية” إلى أن الرغبة الملحة للمريض في العلاج السريع تدفعه إلى استهلاك كميات كبيرة من الأعشاب وهو ما يعرضه للتسمم، مستدلا بعشبة “الشيح”  التي اعتبرها تحمل خطورة كبيرة على صحة الإنسان إن تجاوز استعمالها مقاييس محددة. 

وتأسف البوزيدي، لعدم اهتمام معاهد البحث العلمي بتطوير الطب البديل في المغرب، مؤكدا على ضرورة إخضاع أي علاج بالأعشاب لتجربة علمية مسبقة ومعايير مضبوطة تثبت فعاليته.  

وأوضح الخبير أنه لو كان التداوي بالأعشاب محكوما بمعايير علمية، لكان أفضل من الأدوية المصنعة، نظرا لسعره الرخيص وفوائده الكثيرة وأعرضه الجانبية القليلة، على حد قوله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى