أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

أعداء عليك هزيمتهم في المعركة لتنتصر…بقلم مشهور المومني

الخبير العسكري الأردني العقيد المتقاعد مشهور المومني

أعداء عليك هزيمتهم في المعركة لتنتصر

مشهور المومني -المنتصف
مشهور المومني -المنتصف

صحيفة المنتصف

فصل تعلمناه من موسوعة طوفان الاقصى
للوهلة الاولى يعتقد البعض أن العدو الذي واجهته المقاومة في معركة طوفان الاقصى هو جيش الاحتلال، ولكن جيش الاحتلال كان اخر الاعداء الذين هزموا، فهناك اعداء كثر تغلبت عليهم المقاومة في طريقها وقبل بدء معركتها مع جيش الاحتلال في السابع من أكتوبر، فقد هزمت الفساد والخوف والمستحيل والخيانة واليأس والاستسلام واستخدمت لكل عدو سلاح يناسبه فبعدما حققت انتصارها بتجريد قوات الاحتلال من كل هؤلاء الحلفاء وتأكدت أن جيش الاحتلال بقي وحيداً بسلاحه مجردا من حلفاءه في مواجهتها فبدأت بعملية طوفان الاقصى.
فالمعارك التمهيدية التي انتصرت فيها المقاومة:
1. معركة مع الفساد. الفساد عدو خفي يساند العدو وينخر اساسات البنى لاي قوة او أمة فبالرغم من انتشاره في المجتمعات العربية الا أن المقاومة منذ تأسيسها ادركت خطورته، وعملت على مواجهته واستخدمت سلاح الايمان والحلال والحرام والتربية القرآنية لأجيالها ، فتدرجت باجتثاثه ليس فقط من بين صفوف المقاتلين بل ومن المجتمع ووضعت العقوبات الرادعة للفاسدين فضمنت بذلك أن الموارد وإن قلت قد استخدمت في أنسب مكان لها ولم تهدر عبثا بسبب الفساد فحفرت وأنشأت وأعدت الانفاق وجهزتها وصنعت الأسلحة وطورتها دون أن تمتلك ميزانيات كبيرة .
2. معركة مع الخوف. اكثر عدو يستطيع ان يقف في طريق اي انجاز هو الخوف ، وللخوف اشكال فقد يكون الخوف من الفشل، الخوف من العدو ، الخوف من شماتة الاصدقاء والاعداء ، الخوف من القدرة على الاستمرار ،الخوف على الحياة، الخوف على الممتلكات، و الخوف على الاقارب والاحبة، فاستطاعت المقاومة محاربة هذا العدو باستخدام أسلحة الايمان بالقضاء والقدر وحب الشهادة والتضحية في سبيل القضية وسلاح الايمان بقدرة المقاتل والصبر على آلام الفقد والخسارة.
3. معركة مع المستحيل. التفكير بالمستحيل يحطم العزيمة، ويقضي على الطموح وبه تضيع الاحلام وتفقد بوصلة الاهداف، فحاربت المقاومة هذا العدو بالعزيمة والإصرار وبالتصميم والعمل الدؤوب، فاستخدمت سياسة النفس الطويل للوصول إلى الهدف فحققت اهدافها بالصبر والعزيمة ،فرغم ان حفر الانفاق قد يعتبر مستحيلا ومن غير الممكن تنفيذه لضعف الإمكانات إلا أنه انجز على مراحل وعلى مدار سنوات ،وصناعة الاسلحة كانت ايضا مستحيلة الا أنها وصلت الى مديات طالت اي نقطة في الاراضي المحتلة واستطاعت أن تقض مضاجع العدو وعطلت حياته العامة واصبحت ورقة ضغط للمفاوضات مع العدو صاحب ذلك تطوير الطائرات المسيرة واسلحة مختلفة مضادة للدروع والافراد وغيرها وهذا ما كان له أن يتحقق لولا قدرة المقاومة على هزيمة المستحيل ومحوه من مفردات أدبياتها .
4. معركة مع الخيانة. الخيانة هي الخنجر الذي يطعنك من الظهر ومن حيث لا تشعر فتأمن القريب والصديق وقد اثبتت الاحداث أن قوات الاحتلال اعتمدت على الخونة والعملاء بشكل كبير مما ساعد قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات الاغتيال واستهداف القادة والمواقع العسكرية المختلفه ، إلا أن المقاومة حاربت هذا العدو باستخبارات فعالة ،وبتعاون منقطع النظير مع الشعب ، لا وبل استطاعت استخدام هولاء الخونة والعملاء لنصب كمائن للعدو واستدراجه وتظليله وتوصيل المعلومات الكاذبة اليه .
5. معركة مع اليأس والاستسلام. من السهل أن تبدأ المسير نحو الهدف ولكن الوصول الى النهايات وانجاز الأهداف هو الصعب والسبب هو الشعور بالإجهاد والتعب واستنزاف القوة والذي يولد اليأس والاستسلام والتخلي عن الاهداف. لكن المقاومة حاربت هذا العدو بالصبر والعزيمه والتحمل فصبرت على نتائج جرائمه وصبرت على الجوع والعطش والدمار فأستمرت رغم كافة الظروف ولم تستسلم او تجعل العدو يصل بها إلى مرحلة فقدان القدرة على الاستمرار ، فلم تصبها عظم الخسائر في المدنيين او العسكريين بيأس او استسلام .
بعد انتصارها على كل الاعداء السابقين تيقنت المقاومة أنها جاهزة ومؤهلة لخوض معركة طوفان الاقصى والانتصار بها فواجهت عدو تجرد من كل حلفاؤه الذين ذكرنا ، فكان لها ما كان في يوم السابع من اكتوبر وحتى اللحظة ما زالت صامدة وتلحق الخسارة تلو الخسارة بقوات العدو وتعمل ليوم النصر النهائي العظيم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى