أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
الأردنمقالات

القائد عبد الله التل يرفض مكافأة رئيس الأركان ..بقلم موسى العدوان

القائد عبد الله التل يرفض مكافأة رئيس الأركان
..بقلم موسى العدوان

موسى باشا العدوان -المنتصف
موسى باشا العدوان -المنتصف

صحيفة المنتصف

في كتابه ” عبد الله التل بطل معركة القدس ” يقول الأستاذ الدكتور أحمد يوسف التل ما يلي وأقتبس بتصرف :

عبد الله التل هو من أبرز القادة الذين لعبوا دورا هاما، في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، والمعارك التي خاضها ضد المستعمرات اليهودية، قبل دخول الجيوش العربية إلى فلسطين في 15 أيار 1948. ثم دخل القدس على رأس الكتيبة السادسة من الجيش الأردني، بأمر من الملك عبد الله الأول رحمة الله عليه. وقد امتاز عبد الله التل بكفاءة عسكرية، وحنكة سياسية، وشجاعة نادرة، ووطنية راسخة، فأنجز الكثير من النجاحات في معارك القدس، أدت إلى حصوله على أربع ترقيات خلال أقل من ست سنوات.

كانت أولى زيارات كلوب رئيس أركان الجيش العربي للقدس، يوم الاثنين 21 / 6 / 1948، أي بعد أكثر من شهر على نشوب القتال. وعندما وصل إلى الروضة في القدس، هنأ عبد الله التل على النجاح الذي أحرزته القوات التي كانت تعمل تحت قيادته ( الكتيبة السادسة، قوات الإنقاذ، وقوات الجهاد المقدس ) وخاصة الكتيبة السادسة. ولاحظ التل من حديث كلوب أليه، لطفا زائدا وكأنه يُحدّث زميلا له. قدّم له عبد الله نسخة من تقريره لتقييم الموقف، والذي كان قد رفعه لرئاسة الأركان في وقت سابق. اطّلع كلوب على التقرير وأعجب بمحتوياته ومقترحاته، فابتسم وهزّ رأسه دليل الرضا.

عبدالله التل -المنتصف
عبدالله التل -المنتصف

لم يتطرق كلوب للتقرير في حديثه مع التل، ولكنه فاجأه بهدية مغرية، هي إجازة لمدة شهر أو شهرين يقضيها في فرنسا أو بريطانيا على حساب الجيش. وعلل عطوفة الباشا السبب في ذلك بالمجهود الجبار الذي قام به التل، مما دعا إلى وجوب الاستراحة في مكان بعيد عن المتاعب، وترك للتل أن يختار بين المكانين للراحة والاستجمام. وقد دُهش عبد الله التل حقا لكرم كلوب العجيب، ولم يتأخر كثيرا بالرد عليه.

فقد أدرك التل ما الذي يقصده كلوب من وراء هذه المكافأة. فاعتذر عن قبول الإجازة، وبين لكلوب السبب الرئيسي لاعتذاره، بأن الحالة لا تسمح ( بشم الهوا ) وأن ضميره لا يساعده على ترك إخوانه الضباط والجنود في ميدان القتال بفلسطين، والسفر في إجازة للترويح عن نفسه. ولكن كلوب سار على طريق المجاملة لعبد الله التل، وبعث له بالرسالة التالية تقديرا لإنجازات كتيبته السادسة :

قائد الكتيبة السادسة
الرقم :ق1 / 6 / 2848
التاريخ : 19 / 6 / 1948

أغتنم فرصة إيقاف القتال المؤقتة في فلسطين، لأعبّر لكم ولعموم ضباط وأفراد الكتيبة السادسة، عن عميق شكري وتقديري وإعجابي بهم، لما قاموا به من أعمال عسكرية باهرة وقتال رائع، دفاعا عن عروبة فلسطين، وإنقاذا لها من الظلم والطغيان. ولقد شاء الله أن يكلل أتعابكم بالظفر والنصر العظيم، بإنقاذ المدينة المقدّسة من براثن الأشرار.

ويكفيكم الآن فخرا أن يُقرن اسم الكتيبة السادسة باسم المدينة المقدّسة، فهذا ليس بالشرف العظيم فحسب، بل أنه الغار يتوج كل فرد في كتيبتكم. إن إنقاذ المدينة المقدّسة وتطهيرها نهائيا من العصابات اليهودية على أيدي أفراد الكتيبة السادسة، يُعد حدثا في تاريخ البلاد المقدّسة، وصفحة رائعة في سجل الجيش العربي.

وبودي لو أقدّم لكل ضابط وفرد لديكم شكري وتقديري، غير أن أبعث لكم برسالتي هذه، راجيا تلاوتها على أفراد الكتيبة السادسة، واعتبارها كرسالة مني لكل منهم.

الفريق
رئيس أركان حرب الجيش العربي الأردني

* * *
التعليق :

1. هذا هو عبد الله التل بطل معركة القدس- رحمة الله عليه – الذي قاتل بكل إخلاص وشرف عن القدس، ورفض أن يحظى بمكافأة رئيس أركان الجيش، مفضلا أن يبقى إلى جانب رجاله في ميدان القتال.

2. ولا أعرف إن كان ضباط وأفراد الكتيبة السادسة حاليا، يعرفون تاريخ كتيبتهم وما قامت به من أعمال مجيدة في حرب فلسطين، ويعملون على إحياء تاريخها في عيدها كل عام أم لا ؟

3. ومع الأسف أننا أضعنا هذه الجهود كما أضعنا غيرها، وتركنا الأرض المقدّسة تعطّرها دماء الشهداء ورفاتهم الطاهرة . . !

رحم الله عبد الله التل وجميع رفاقه، الذين قاتلوا وقدموا أرواحهم رخيصة، في سبيل الدفاع عن فلسطين والأردن، في أي زمان ومكان.

التاريخ : 9 / 1 / 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى