أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

رغم الحجر المنزلي..رمضان شهر التزود بالإيمان والعمل بالقرآن

رغم الحجر المنزلي..رمضان شهر التزود بالإيمان والعمل بالقرآن

بقلم العلامة السيد محمد علي الحسيني

محمد الحسينيصحيفة المنتصف

يحل علينا شهر رمضان هذه السنة في ظروف مختلفة، حالة من القلق والخوف تخيم على العالم، بسبب تفشي فيروس كورونا الذي يهدد حياة الخلق، وتسبب في توقف الأعمال اليومية للناس، وبقائهم في الحجر المنزلي خلال هذه الفترة حتى تتحسن الأمور ويقضي الله أمرا كان مفعولا.
ورغم هذه الظروف، سيبقى رمضان محتفظا بمكانته الثابتة في قلوب المسلمين والمؤمنين في سائر أقطار العالم، هذا الشهر الفضيل الذي تتوق أفئدة المسلمين لبلوغه وصيامه إيمانا واحتسابا والظفر برضا الله والفوز بالجنة، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: “ من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه”.
كما جعله الله عزوجل شهر الهدى والطاعة والغفران والخير والبركة والإيثار والتسامح وتطهير النفوس وتقويمها مصداقا لقوله تعالى:”شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان”.

رغم إغلاق المساجد بسبب كورونا …فلنجعل من بيوتنا مكانا يعبد فيه الله ويذكر فيه اسمه.

إغلاق المساجد حماية لحياة الإنسان هو أحد مقاصد الشريعة الإسلامية، “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا”، لكن هذا لا يعني أن نتوقف عن ذكر الله وعن الصلاة، بل إننا في مرحلة امتحان حقيقية، صحيح أن المساجد في رمضان هذا العام لن تكون عامرة، لكن بيوتنا ستعبق بذكر الله، ستكون فرصة لتجديد إيماننا وعلاقتنا ببارئنا، وعلينا أن ننظر إلى الأمور بعين المؤمن الذي إن أصابه خير شكر وإن أصابه ضر صبر، لذلك ينبغي إقامة الصلوات في وقتها والمحافظة عليها مع الخشوع، فلا وجود للمبررات، فليذكر بعضنا بعضا بأهمية هذه العبادة، فرمضان يأتي ليذكرنا بتمتين العلاقة بين العبد وربه وعلى رأس ذلك، الحرص على الصلوات الخمس، التي تدعو الى الهدى وتنهى عن الفحشاء والمنكر، كما أنه فرصة لقراءة القرآن الكريم والتأمل في آي الذكر الحكيم، فهذا الشهر الفضيل هو خير الشهور وفيه ليلة هي خير الليالي، تتنزل فيها الرحمات الإلهية، ويعم فيها السلام، فقال المولى عز وجل: “ إنا أنزلناه في ليلة مباركة”.

رمضان شهر تفعيل الإيمان في أعماق الإنسان

شهر رمضان الذي هو رحمة ولطف وفضل كبير من الله تعالى على الأمة الإسلامية، أهم مافيه هو أنه يعمل على تفعيل الايمان في أعماق الإنسان والإيمان الحقيقي يتم التأكد منه عندما يضاء القلب به وتنبسط سريرة النفس به وتشعر برغبة غير عادية للقيام بكل مافيه خير للآخرين وللأوساط التي يعيش فيها، فمن خلال ضياء الإيمان الذي يشع في قلب وروح وعقل الإنسان، فإنه يحس بآلام الآخرين وحاجاتهم ويتيقن من أن مقاطعته ومخاصمته لفلان أو فلان بسبب كذا حالة سلبية، إنما هي حالة يمكن إصلاحها.

صيام رمضان فرصة لتعلم الصبر
لاشك أن رمضان هو شهر الصيام الذي فرضه الله سبحانه وتعالى على المسلمين، وحدد شروطه وآدابه، فهو الركن الرابع من أركان الإسلام، والصيام عبادة معروفة في كل الأديان، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، لذلك خصّ المولى عزوجل رمضان بالصيام لحكمة بالغة، فمفهومه أكبر بكثير من الامتناع عن الأكل والشرب وسائر المفطرات، فكما قال رسولنا الأكرم صلى الله عليه و آله وصحبه وسلم: “رب صائم ليس له من صيامه سوى الجوع والعطش” وهذا يعني أن هناك مفهوما عميقا يتجلى في الصبر بكل مضامينه، فالصيام يعلم الصبر، والصبر مفتاح الفرج، فكل عبادة من العبادات تتطلب قدرا كبيرا من الصبر، ورمضان هو فرصة لنتعلم الصبر على الطاعات والمعاصي، فالصلاة عبادة تتطلب الصبر، وكذلك بقية العبادات والمعاملات والسلوكات، وكذلك المعاصي تحتاج إلى قوة صبر لنواجهها،فعلينا جميعا اغتنام هذا الشهر بترويض أنفسنا والتحكم في سلوكنا،فرمضان هو فرصة ذهبية لتصحيح السبيل والعودة إلى الطريق القويم، فأبواب التوبة مفتوحة، والبائس من حرم نفسه حلاوة الإيمان، والفوز بالجنان ورضا الرحمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى