مسافات امنة… بقلم ليث عكروش
مسافات امنة… بقلم ليث عكروش
صحيفة المنتصف
في الحياة نتعلم دروس وقد نتعض من بعض المواقف او الأزمات التي مرت بنا.. واخر هذه الدروس التي تعلمناها خلال الثلاثة اعوام الماضية ، هي من جائحة كورونا، وقد اكسبتنا عادات صحية جديدة وجيدة في التباعد الجسدي و ترك مسافة امان بيننا وبين الآخرين ، حتى أيضا مع من يشاركنا بيوتنا، أهلنا وعائلاتنا، لنتجنب انتقال العدوى و الفيروس.
وما جعلني اكتب هذا المقال فكرة من الزميلتين منى الشوابكة وسماح طلالعة في برنامجهما
الصباحي صباحات الوطن ، على أثير اذاعة المملكة الاردنية الهاشمية ، تحدثت عن جانب
مشابه لعادة التباعد، لكن من ناحية نفسية اجتماعية تتطلب ترك مسافة امان في علاقاتنا الاجتماعية.
ومن هنا فأن فكرة التباعد الجسدي في الكورونا يمكن أيضا تطبيقها في علاقاتنا الاجتماعية والنفسية، حيث انه لكل منا هالته التي تحيط به ، لا يحب او لا يسمح لاي كان باختراقها او الاقتراب منها تمثل خصوصيته ومساحته الخاصة ، كفرد داخل مجمتع مليء بالعلاقات الاجتماعية الصحية وغير الصحية.
و لكن بعض ابطال هذه العلاقات الاجتماعية ونحن منهم، من الممكن أن نسعى لتخطي هذه الحدود والخطوط الحمراء ، ونكثر من الاقتراب والتواصل والاحتكاك مع الآخرين، فتتولد بذلك المشكلات ، وقد تفقدنا بالتالي الاحترام المتبادل وتتسبب بالاذى و باثار وجروح نفسية صعبة وتؤدي لانتقال الطاقات السلبية بين طرفي العلاقة، والتي قد تكسر قلوبنا احيانا.
وهذا الاذى قد يمنعه كما يقول مدربو التنمية البشرية ” ما يسمى بذكاء المسافات و هو كيفية التوازن بين رغبة الإنسان وحاجته لعلاقات إنسانية، وكيفية تجنب الأذى الذي قد ينتج عن هذه العلاقات “.
من هنا علينا أن نطبق المثل الشعبي القائل “ابعد تحلى” حتى نتمتع بحياة من دون ضغوط وتدخلات واستفسارات حول الخصوصيات وكسر للحواجز التي لانرغب بكسرها، ويجب علينا أن لانتدخل بما لا يعنينا، وان نضع دائما أنفسنا مكان الشخص المقابل وما نرضاه لنا نرضاه للاخرين حتى نبقى محبوبين ومقبولين من الآخرين.