فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان في بيلاروسيا ، ترى المجر ما لا تراه رومانيا .. بقلم مجري انتوني

فيما يتعلق بمسألة حقوق الإنسان في بيلاروسيا ، ترى المجر ما لا تراه رومانيا

بقلم ميجري انتوني

صحيفة المنتصف

قد يبدو اسم رومان دورفمان مألوفًا لأولئك الذين يتابعون قضية المواطن الإسرائيلي الذي أصدر الإنتربول بحقه مذكرة توقيف دولية ، بناءً على طلب بيلاروسيا بتهمة الاحتيال ، في الصحافة الإسرائيلية والروسية. ومع ذلك ، فإن قضية دورفمان تستحق الاهتمام ليس بسبب حجم الاحتيال المزعوم ، ولكن لأنها تسلط الضوء على الاختلاف النوعي في الممارسات القضائية بين دولتين ، رومانيا والمجر.

رومان دورفمان ، المواطن الإسرائيلي ، المولود في مولدوفا ولكنه يعيش في صفد بإسرائيل ، اعتقل في رومانيا في فبراير من هذا العام بعد أن أصدرت بيلاروسيا مذكرة توقيف بحقه عبر الإنتربول. تم الاعتقال بينما كان دورفمان في طريقه لحضور جنازة والدته التي لقيت حتفها في حريق في كيشيناو ، مولدوفا.

وفقًا للائحة الاتهام ، باع دورفمان التذاكر بحوالي 15500 يورو (حوالي 5.7 مليون فورنت هنغاري) لعرض سيارات ودراجات نارية في بيلاروسيا ، ولكن في اللحظة الأخيرة ، لم يستمر العرض ولم يقم دورفمان برد أسعار التذاكر لعملائه. . ينفي السيد دورفمان التهم الموجهة إليه ويدعي أنه كان شريكًا في شركة محلية نظمت فعاليات مماثلة وتم تأميمها من قبل الحكومة ؛ ولهذا غادر البلاد ثم حوكم دون حضوره أو علمه. يمكن أن يواجه ما بين ثلاث إلى سبع سنوات في السجن.

العقوبة قاسية بشكل خاص ولم يسمع بها أحد تقريبًا بتهمة الاحتيال بهذه القيمة في العالم الغربي ، خاصة وأن دورفمان أبدى أيضًا استعداده لتعويض الشعب البيلاروسي عن الضرر الذي تسبب فيه. ومع ذلك ، أصر مينسك على اعتقال دورفمان وأصدر مذكرة توقيف بالقبض عليه.

رومان دورفمان ، الصورة: ynet

واتخذت القضية منعطفًا خاصًا بعد اعتقال دورفمان في رومانيا عندما منحت محكمة رومانية تسليم دورفمان إلى بيلاروسيا قبل أسبوع. يعتبر التسليم غير مسبوق لعدة أسباب ويستحق اهتمام الجمهور:

“أولاً وقبل كل شيء ، يكاد يكون غير مسبوق في القانون الدولي أن تأمر محكمة بالتسليم بناءً على طلب دولة أخرى في قضية تشمل 15500 يورو فقط” – قال المحامي الإسرائيلي مردخاي تزيفين ، الذي كان مع دورفمان منذ البداية ، لنيوكوهن .

يتمتع السيد تسيفين بخبرة عقود في مجال تسليم المجرمين من قبل الإنتربول والقانون الدولي ، حيث دافع عن العملاء ليس فقط في إسرائيل ، ولكن أيضًا في عدد من دول أوروبا الشرقية والدول العربية ، بما في ذلك سوريا والعراق.

“لكن ما يثير الدهشة حقًا” ، كما يقول تسيفين ، “أن القاضي الروماني ، بعد أن طلب رأيًا من وزارتي العدل والخارجية الرومانية حول حقوق الإنسان وأوضاع السجون في بيلاروسيا ، قرر تسليم دورفمان على الرغم من حقيقة أن كلا الهيئتين الحكوميتين كان لديها رأي سلبي للغاية بشأن حالة حقوق الإنسان في مينسك “.

وردا على سؤال حول مدى تغير هذه الظروف منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا ، أشار تسيفين إلى ذلك

“لقد تدهور وضع حقوق الإنسان بالتأكيد إلى حد كبير ، كما أن عزلة بيلاروسيا المتزايدة عن الدول الغربية قد أثرت أيضًا بشكل سلبي على قضايا حقوق الإنسان”.

من ناحية أخرى ، لم تعترف المجر بالوضع في بيلاروسيا فحسب ، بل اعترفت أيضًا بأنه لا ينبغي تسليم الرعايا الأجانب إلى السلطات البيلاروسية في مثل هذه الحالة. كان دورفمان قد اعتُقل بالفعل في المجر في عام 2020 بناءً على مذكرة اعتقال بيلاروسية ، لكن السلطات المجرية أفرجت عنه على وجه التحديد بسبب ظروف حقوق الإنسان وخوفًا من أنه قد لا يحصل على محاكمة عادلة في بيلاروسيا.

وتجدر الإشارة بشكل خاص إلى أنه في عام 2020 كانت العلاقات الهنغارية البيلاروسية جيدة بشكل خاص وأن تدهور الوضع القضائي بسبب النفوذ المتزايد لروسيا لم يكن له أي تأثير بعد.

“أنا ملتزم بضمان أن يتلقى موكلي محاكمة عادلة وأن المحكمة الرومانية لن تسلمه إلى بيلاروسيا تحت أي ظرف من الظروف ، وسأناضل من أجل ذلك بكل الوسائل المتاحة لي ، بما في ذلك اللجوء إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. في ستراسبورغ – ولأن موكلي مواطن مولدوفا أيضًا – في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية نفسها ”

– قال تسيفين الذي أضاف ذلك
„بعد سنوات عديدة من العمل معًا ، اتصلت بجيل ويليام جولدنادل ، المحامي الفرنسي الشهير الذي تتمتع منظمته ، المحامين بلا حدود ، بخبرة كبيرة في قضايا حقوق الإنسان وسيساعدنا في قضيتنا”.

قال خبير طلب عدم الكشف عن اسمه لموقعنا الإخباري إنه لم يسبق له مثيل أنه في حين يُنظر إلى المجر على أنها “الخروف الأسود لأوروبا” وتعتبر رومانيا نموذجًا يحتذى به في العالم الغربي ، فإن رومانيا هي الدولة القادرة على تسليم مواطن أجنبي. متهمين بالاحتيال البسيط لدولة تُداس فيها حقوق الإنسان بالأقدام.