أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
ملفات

“خلية هامبورج”.. هكذا بدأ التخطيط لـ “غزوة منهاتن..بقلم عمرو فاروق

“خلية هامبورج”.. هكذا بدأ التخطيط لـ “غزوة منهاتن”… بقلم الكاتب  المصري عمرو فاروق الباحث في شؤون التيارات الإسلامية السياسية

عمرو فاروق كاتب وباحث مصري /المنتصف
عمرو فاروق كاتب وباحث مصري /المنتصف

صحيفة المنتصف

تعتبر مدينة “هامبورج” الألمانية المحطة الأولى، في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر2001 على الولايات المتحدة الأمريكية، التي يطلق عليها “غزوة منهاتن”، وتحل ذكراها الثامنة عشرة.

حيث تشكلت خلية تكفيرية داخل مسجد “القدس” بهامبورج، عرفت حينها بـ”خلية هامبورغ”، بهدف اختطاف أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية المتحدة “أمريكان أيرلاينز”.

تكونت من المصري محمد عطا قائد الخلية، من مواليد عام 1968 بمحافظة كفر الشيخ، واليمني رمزي بن الشيبة، ومروان الشحي اللذين اختطفا طائرة “يونايتد أيرلاينز الرحلة 175″، والمغربي سعيد بحاجي، وزكريا الصبار، والمغربي منير المتصدق، وعبدالغني مزودي، واللبناني زياد جراح، الذين اختطفوا طائرة “يونايتد أيرلاينز الرحلة رقم 93″، التي تحطمت في ولاية “بنسلفانيا” الأمريكية، خلال محاولة من قبل بعض الركاب لاستعادة السيطرة عليها، والرحلة “رقم 77″، التي وُجِّهت لتحطيم مقر وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”.

هامبورغ تعتبر الدين الإسلامي دينا رسميا، وتعطي المسلمين، الذين يشكلون قرابة 8 % من إجمالي السكان بها حقوقًا مساويةً لحقوق اليهود والمسيحيين فيها، وينشط بها عدد من المدارس التي أسستها الجالية المسلمة، مثل: مدارس النور (نور الهدى) التي أُسِّسَت على أيدي مجموعة من الجاليّة العراقية.

درس المصري محمد عطا قائد الخلية، مجال هندسة تخطيط المدن، ما بين 1993-1999، بصحبة سعيد بهاجي الذي درس التقنية في نفس الجامعة، حيث طلب الاثنان من الجامعة تخصيص غرفة للصلاة، إضافة إلى زميلهما رمزي بن الشيبة المعتقل حاليا في سجون الولايات المتحدة، والمتهم بأنه المنسق العام لهجمات 11 سبتمبر2001.

إضافة لزياد جراح، ومروان الشحي، العضوان الأخيران، بـ”خلية هامبورج”، وفق ما أكدته تحقيقات السلطات الأمريكية، التي ذكرت أنها توصلت لمعرفة ثلاثة من أعضاء تنظيم القاعدة.

وبحسب القاضية الفيدرالية الأساسية في ألمانية “كاي نيم”، فإن أعضاء الخلية جاءوا ألمانيا كطلاب من دول عربية مختلفة خلال السنوات1992 – 1997.

وبعد التحاقهم بكليات مختلفة التقوا في هامبورج في الفترة بين أواسط وأواخر التسعينات، وقالت: “بدا أفراد المجموعة أشخاصا عصريين ومنفتحين، ويتميزون بمظهرهم الغربي، بل إن بعضهم كان يعيش حياة انغماس في الاستهلاك والملذات، فإن سلوكهم ومظهرهم قد تغير في ما بعد إلى سلوك ومظهر أشخاص أصوليين”.

واستشهدت “نيم” بأدلة جمعتها تحقيقات ألمانية، للتأكيد على أن محمد عطا، كان العقل المدبر للمجموعة واعتبر رئيسا لها ليس على أساس عمره، وإقامته الطويلة في ألمانيا، ومهارته اللغوية الجيدة فقط، بل أيضا، على أساس مواهبه التنظيمية وقدراته على الإقناع، مبينة أن مناقشات المجموعة كانت قاسية ومسمومة على نحو متزايد؛ إذ ركزت كراهية الأفراد على يهود العالم والولايات المتحدة الأميركية، وكان ينظر إلى إلحاق الهزيمة بهؤلاء باعتباره الهدف المركزي للجهاد.

في أكتوبر1999 فكر أعضاء الخلية في مهاجمة الولايات المتحدة باستخدام الطائرات، وهو مفهوم ربما كان قد أوحت به أفكار من ممثلين آخرين للشبكة الدولية، ثم سافر أفراد المجموعة إلى أفغانستان لغرض مناقشة التفاصيل مع أعضاء الشبكة الدولية وللحصول على الدعم المالي واللوجستي، وما يدعم هذه الفرضية، اكتشاف الشرطة الألمانية ملفا حول برامج الطيران على كمبيوتر أحد أعضاء خلية”هامبورج”.

وبحلول خريف عام 1999 كان أعضاء خلية هامبورج قد اتفقوا في ما بينهم بمشاركة العديد من قيادات القاعدة على التخطيط لهجوم كبير باستخدام طائرات تجارية، وتتعارض وجهة النظر هذه مع بعض الافتراضات التي تشير إلى أن خطة الحادي عشر من سبتمبر، قد أعدت بالكامل من جانب زعامة القاعدة، وأعطيت إلى الخاطفين أثناء تدريباتهم في أفغانستان.

فيما تولى تنظيم القاعدة مسؤولية 13 سعوديا، جرى تجنيدهم خارج الأراضي السعودية، واخُتيروا من كتيبة الشهداء التابعة لـ”القاعدة”، وأصبحوا معروفين بالنسبة للمحققين الأمريكيين باسم “العضلات” الذين تتركز مهمتهم في اخضاع الركاب، وصُنعت هذه المجموعة على عين “بن لادن” الذي أرادهم سعوديين؛ بسبب حماسهم والتزامهم وجنسيتهم، على حد زعمه، ونفذت هذه المجموعة بالتعاون مع خلية “هامبورج” الهجمات الإرهابية على الولايات المتحدة بمساعدة خالد شيخ محمد، الكويتي من أصل باكستاني، العقل اللوجستي المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، الذي اعتبر أن الطائرات وسيلة للإرهاب، و احتل منصبا تزداد اهميته داخل البنية الاساسية للقاعدة.

على مدار عامين ونصف هي عمر اجتماعات خلية “هامبورج” ، ترسخت النزعة المتطرفة في مدينة “هامبورغ” الألمانية، دون أن ينفضح أمر هؤلاء، على الرغم من بعض الشهادات التي أفادت أن الاستخبارات الألمانية نجحت في زرع عناصر للتجسس على الخلية، أو أنها كانت على علم بما يحدث ولكنها لم تتدخل، وهي الرواية التي عززتها اتهامات أمريكية بتورط ألمانيا في الهجوم الإرهابي.

إذ وجه الادعاء الأمريكي الاتهام إلى ألماني مسجون حاليا في فرنسا بدعم تنظيم “القاعدة” خلال سنوات سبقت هجمات 11 سبتمبر 2001 والتآمر لقتل أمريكيين.
وقال إن كريستيان جانجارسكي البالغ من العمر 52 عاما، ارتبط بعلاقات شخصية مع “أسامة بن لادن” زعيم تنظيم القاعدة الراحل وأعضاء آخرين بالتنظيم، مضيفا أن جانجارسكي ساعد القاعدة في التخطيط لهجمات على أمريكيين بمشاركة خبرته في أجهزة الكمبيوتر والاتصالات اللاسلكية وأنظمة الأسلحة، وأنه سافر من ألمانيا إلى باكستان وأفغانستان خمس مرات على الأقل خلال الفترة بين عامي 1999 و2001 والتقى بأعضاء في القاعدة.

وفقا للتحقيقات، فإنه في 25 أغسطس، كان جميع الخاطفين قد اشتروا تذاكر سفر بموعد يوم 11 سبتمبر، ونقل “عطا” موعد العملية إلى “بن الشيبة” في اتصال كودي بينهما في الأسبوع الثالث من أغسطس، ثم نقله “بن الشيبة” إلى “خالد شيخ محمد” عبر عضو مغربي في “خلية هامبوج”، يُدعى “زكريا الصبار”.

وفي 14 نوفمبر 2002 استمعت محكمة في هامبورج إلى أقوال عدد من الشهود في محاكمة خلية 11 سبتمبر الإرهابية، الذي قالوا أن أعضاء الخلية ناقشوا خططا لتنفيذ مهام انتحارية ضد أهداف في الولايات المتحدة في عام 1999.

وأشار أحد الشهود، أن المتهم “منير المتصدق”، أنه قام بتحويل عشرات الالاف من الدولارات لتمويل تدريب إرهابيي القاعدة الذين قادوا الطائرات المخطوفة وارتطموا بها في مركز التجارة العالمي ومقر وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”.

كما قال أحد المحققين الفدراليين الألمان في شهاداته أن المتصدق وقع شيكات وتحويلات بنكية من ألمانيا سمحت للإرهابيين بالإقامة في أمريكا والانضمام إلى دورات تدريبية على الطيران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى