أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

فرض السياده الاسرائيليه على المستوطنات انهاء لعمليه السلام.. بقلم المحامي راجح ابو عصب

فرض السياده الاسرائيليه على المستوطنات انهاء لعمليه السلام
المحامي راجح ابو عصب

راجح ابو عصب
المنتصف / الكاتب المقدسي راجح ابو عصب

صحيفة المنتصف 
في اليوم الاول من العام الدراسي في اسرائيل وفي مدرسه ابتدائيه في مستوطنه الكانا التي اقيمت سنه 1977 على اراضي قريه مسحه الفلسطينيه الواقعه غرب مدينه سلفيت على بعد خمسه عشر كيلو متر تقريبا وفي اطار حملته لانتخابات الكنيست في السابع عشر من شهر ايلول الجاري تعهد رئيس حكومة اسرائيل الانتقالية الحالية بنيامين نتنياهو بفرض السيادة اليهودية في جميع مستوطنات الضفة الغربية وذلك في سعيه لكسب دعم اليمين المتشدد له في تلك الانتخابات وفرض السيادة الاسرائيلية على مستوطنات الضفة الغربية يعد خطوة نحو الضم النهائي لمعظم الضفة الغربية .
ولا شك ان تعهد نتنياهو بفرض السيادة اليهودية على مستوطنات الضفة الغربية يعد دق المسمار النهائي في نعش عملية السلام المتجمدة منذ عام 2014 بعد ان افشل نتنياهو مفاوضات الاشهر التسعة التي اقترحها الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري .
والحقيقة ان الاستيطان هو العدو الاول لعملية السلام اذ انه لا يمكن تحقيق السلام العادل والشامل والدائم مع استمرار الاستيطان لان الاستيطان يمزق الاراضي الفلسطينية ويجعل من امكانية اقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا وقابلة للحياة امرا مستحيلا فالاستيطان والسلام لا يمكن ان يلتقيا فهما يسيران في خطين متوازيين لا نقطة التقاء بينهما ومعلوم انه مجمع دوليا على ان الحل الوحيد لانهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ومن ثم الصراع العربي الاسرائيلي لا يمكن ان يتم الا من خلال رؤية حل الدولتين اي دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة بحدود الرابع من حزيران من عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية .
ومعلوم ان نتنياهو منذ ان شكل حكومته الاولى في سنة 1996 وحتى حكومته الرابعة الحالية سعى الى التحلل من كافة الالتزامات التي التزمت بها حكومة اسحق رابين التي وقعت مع منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني اتفاقية اوسلو في عام 1993 فهو يرفض قيام دولة فلسطينية مستقلة كما يرفض وقف كل النشاطات الاستيطانية في الاراضي الفلسطينية ويرفض ايضا الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية .
وخلال المفاوضات المباشرة وغير المباشرة مع الجانب الفلسطيني فان نتنياهو استغل تلك المفاوضات لاقامة مزيد من المستوطنات وتوسيع المستوطنات القائمة بغرض فرض وقائع جديدة في الاراضي الفلسطينية في مخالفة صريحة للقانون الدولي الذي يمنع تغيير الواقع في اراضي الغير اضافة الى رفض ضم اراضي الاخرين وكذلك رفض تغيير الواقع السكاني الديمغرافي في تلك الاراضي .
وفي سعيه لافشال تلك المفاوضات فان رفض وقف او حتى تجميد النشاطات الاستيطانية في الاراضي الفلسطيية واتخذ من المفاوضات غاية للاستمرار في تلك النشاطات الاستيطانية بدلا من ان تكون تلك المفاوضات وسيلة للوصول الى السلام الدائم والعادل والشامل الذي يطوي صفحة نزاع مستمر منذ اكثر من قرن من الزمان بينما دخل الجانب الفلسطيني تلك المفاوضات خلال الاعوام الطويلة التي اعقبت توقيع اتفاق اوسلو وحتى دخولها مرحلة التجميد في عام 2014 بروح صادقة وبنية سليمة لتحقيق ذلك السلام المنشود حيث استجاب لكل الدعوات العربية والاقليمية والدولية للدخول في مفاوضات مباشرة وغير مباشرة ولكن جراء تشدد نتنياهو فان الرئيس عباس لم يجد بدا من الانسحاب من تلك المفاوضات بعد ان وصفها بحق بانها مفاوضات عبثية .
وفي كلمته امام طلاب المدرسة في مستوطنة الكانا وفي تعهده بعدم اخلاء اي مستوطنة في الضفة الغربية وبفرض السيادة الاسرائيلية عن تلك المستوطنات قال ايضا انه لن يتم اخلاء مستوطنات اخرى كما حدث في عام 2005 عندما تم اخلاء جميع التواجد المدني الاسرائيلي في قطاع غزة المعروف باسم غوش قطيف واعلن بصراحة ايضا ان لن يتكرر غوش قطيف ولن تكون هناك اخلاءات اخرى وستفرض السيادة اليهودية في جميع البلدات كجزء مما اسماه ارض اسرائيل وكجزء من دولة اسرائيل
ولا شك ان تعهده هذا يحمل اشارتين خطيرتين الاولى انه لن يتكرر غوش قطيف في الضفة الغربية كما فعل رئيس الوزراء الاسبق شارون في قطاع غزة عام 2005 والثانية انه سيفرض السيادة اليهودية على كافة مستوطنات الضفة الغربية وهاتان الاشارتان تؤكدان ان نتنياهو نسف تماما عملية السلام وانه بتصريحه هذا قضى على كل امل في انهاء الصراع وان هذا الصراع سيظل مستمرا دون اي افق لحل قريب .
والاخطر من هاتين الاشارتين قوله انه فرض السيادة اليهودية في جميع البلدات انما ياتي فيما يدعيه ان تلك البلدات جزء من ارض اسرائيل فهو يشطب بذلك اي شيء اسمه الاراضي الفلسطينية او اي شيء اسمه الشعب الفلسطيني وهو بذلك يعيد الى الاذهان تصريح رئيسة وزراء اسرئيل جولدا مئير في عام 1969 حيث ادعت انه ليس هناك شيء اسمه الشعب الفلسطيني وهو بذلك ايضا يغلق الباب تمام امام اي محاولات جديدة لاستئناف عملية السلام .
ولا شك ان اقوال نتنياهو هذه جاءت بعد التشجيع الكبير واللا محدود الذي تلقاه من ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي قضى تماما على عملية السلام عندما اتخذ سلسلة خطوات نسفت تلك العملية تماما اكانت اولى تلك الخطوات تخليه عن حل الدولتين ثم الاعتراف بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل ونقل سفارته من تل ابيب الى القدس ووقف المساعدات المالية لميزانية السلطة الفلسطينية وكذلك وقف تمويل وكالة الغوث الدولية الاونروا وشطب اسم الضفة الغربية واعتماد ادارته الاسم التوراتي للضفة وهو يهودا والسامرة واعلانه ان من حق اسرائيل الاستيطان في الاراضي الفلسطينية متخليا عن الموقف الاميركي التقليدي السابق الذي كان يعتبر المستوطنات عقبة في طريق السلام وكذلك ان من حق اسرائيل ضم اجزاء من الضفة الغربية وكذلك فرض سيادتها على المستوطنات وكان اخرها شطب اسم فلسطين من وقع الخارجية الاميركية على شبكة الانتر نت .
وهذه المواقف الاميركية المعادية تماما للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والتي تجاوزت كل الخطوط الحمراء الفلسطينية جعلت ادارة ترامب اكثر يمينيه من اليمين الاسرائيلي المتشدد الذي لا يعترف باي من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني والذي يزعمان الضفة الغربية والقدس الشرقية جزء من اراضي اسرائيل ويدعو الى ضم كافة الاراضي الفلسطينية الى اسرائيل ويتبنى فكرة الوطن البديل ويزعم ان الاردن هو وطن الشعب الفلسطيني . ورغم كل هذه المواقف العدائية الاميركية فان ترامب يزعم ان انهاء الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المستمر منذ قرن من الزمان من خلال ما يزعم انها صفقة القرن والحقيقة انها كما قال الرئيس محمود عباس هي صفعة القرن لانها وجهت صفقة للسلام المنشود ان لم تكن وجهت له ضربة قاضية .
وقد لاقت تصريحات نتنياهو وتعهده بفرض السيادة الاسرائيلية رفضا فلسطينيا صارما .
فقد قال الناطق باسم الرئاسه الفلسطينيه نبيل ابو ردينه انه في الوقت والحاسم الذي

تحاول فيه الادراه الامريكيه خلق نهج سياسي فضفاض وغير فعال ومخالف للقانون الدولي
وللشرعيه الدوليه فان الحكومه الاسرائيليه تستمر في اتباع هذا النهج الذي لا يعتبر حلا

وهذا الامر يعتبر استمرار لمحاولات خلق امر واقع مرفوض لن يؤدي الى اي سلام او امن

او استقرار كما طالب د. صائب عريقات امين سر اللجنه التنفيذيه لمنظمه التحريرالفلسطينيه الامم المتحده والاتحاد الاوروبي وروسيا والصين ودول العالم كافه بتحرك دولي عاجل تتحمل خلاله الدول مسؤولياتها بشكل فردي وجماعي وتتخد اجراءات فوريه وملموسه لتنفيذ قرارات الشرعيه الدوليه خاصه قرارا مجلس الامن 2334 الذي تبناه المجلس في 23 كانون الاول سنه 2016 والذي طالب اسرائيل بوقف الاستيطان في الضفه الغربيه بما فيها
القدس الشرقيه واعلن عدم شرعيه الاستيطان في الاراضي الفلسطينيه منذ عام 1967 .
كما اكد عريقات ان اعلان السياده الاسرائيليه على كافه المستوطنات لن يغير شيئا على ارض الواقع وقال : ان هيمنه القوه لا تخلق قانونا ولا تنظم حقوق السياده فالمسؤول الوحيد عن ذلك هو الامم المتحده والشرعيه الدوليه التي تعتبر الضم والاستيطان غير قانونيين كما ان تصريحات نتنياهو هذه انتقدها فرعون الاسرائيليون “يساريون ” فقد
قالت عضو الكنيست اليساريه تمارا زاندبرغ من المعسكر الديمقراطي بدلا من التعهد بالتعليم ضد العنصريه ومن اجل التسامح فان رئيس الوزراء نتنياهو هو يختار اليوم الدراسي للتعهد بضم المستوطنات وقال يئير لبيد من حزب “ازرق ابيض ” الوسطي ان نتنياهو فتح العام الدراسي بانه معني بضم 2,9 مليون فلسطيني واعطائهم التامين الوطني وفي العام المقبل تمويل تعليم اطفالهم ولا شك ان الشعب الفلسطيني وقيادته رغم تعهدات نتنياهو ومواقف
اليمين الاسرائيلي المتشدد سيواصل سعيه الدؤوب لاحقاق حقوقه المشروعه وفي مقدمتها حقه في اقامه دولته المستقله في الضفه الغربيه وقطاع غزه بعاصمتها القدس الشرقيه ضمن حدود الرابع من حزيران عام 1967 بالوسائل السلميه البعيده عن العنف متسلحا بذلك بارادته القويه وتاييد شعوب العالم المحبه للسلام وبقرارات الشرعيه الدوليه وبتاييد اخوانه
العرب . والله الموفق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى