أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

إمتحان تجريبي للتجربة… بقلم بشرى سليمان عربيات

إمتحان تجريبي للتجربة
بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

بشرى سليمان عربيات -المنتصف
بشرى سليمان عربيات -المنتصف

صحيفة المنتصف
تتوراد الفكرة تلو الأخرى، لأجدَ نفسي رجعتُ لأكتب عن تجربة التعليم أو التعلُّم عن بعد Distance Learning Or Teaching، وما ترتب عليها من إجراءات كان وسيبقى لها الأثر الكبير على أبنائنا الطلبة. هذه التجربة التي كانت مفاجأة هذا العام الدراسي – بعد إضراب المعلمين في بدايته – الأمر الذي استوجب علينا كتربويين الوقوف عند كل مرحلة من مراحل هذه التجربة للتحليل والدراسة والتقييم ،والإشارة إلى الآثار التربوية على الطلبة،سواءً كانت آثاراً إيجابية أم سلبية.
بعد انتهاء مرحلة التقييم الإلكتروني لجميع المراحل الدراسية قبل أسابيع، والتي لم ترقى إلى مستوى التقييم المأمول بسبب لجوء العديد من الطلبة للغش، وذلك باعترافهم بشكل صريح، ليس الإعتراف بفكرة الغش وإنما الإعتراف بأنها كانت لعبة بالنسبة للكثير، وقد ساهم أولياء الأمور في هذه اللعبة، مؤكدين للوزارة فقط أن أبناءهم تعرضوا لعملية التقييم، وهم يعرفون تماماً أن أبناءهم لم يتعرضوا لعملية التعليم قبل أن يتعرضوا لعملية التقييم، فكان لهم الدور الأبرز – للأسف الشديد – في إجراء التقييم بدلاً من أبناءهم، الأمر الذي يشير إلى سوء التربية من جهة، وضعف التعليم من جهة أخرى.
وحانت لحظة إمتحان الثانوية، والتي رافقها منذ أسبوعين كثيراً من اللقاءات والحوارات حول آلية هذا الإمتحان، وتمَّ نشر العديد من الفيديوهات، حتى استقرت وزارة التربية والتعليم مؤخراً على قرار إبلاغ الطلبة عن أن الإمتحان سيكون مكوناً من فقرات إختيار من متعدد، وعبارات تحتمل الخطأ والصواب، وقامت الوزارة بنشر نموذج للقارئ الضوئي المعتمد كنموذج للإجابة لامتحان الثانوية العامة لهذا العام.
من هنا بدأت حكاية تجربة إمتحان الثانوية العامة، فأنا أرى أنه إمتحان تجريبي لتجربة التعليم عن بعد،إضافةً إلى أنه امتحان تجريبي لوزارة التربية والتعليم،ناهيك عن كونه الإمتحان النهائي لاثني عشر عاماً مضت من عمر مئات الألوف من الطلبة على مقاعد الدراسة، ونعلم جميعاً أن الطلبة ليسو مدربين على هذا النوع من الإمتحانات، إضافةً إلى أن العديد من المعلمين والمعلمات في الميدان التربوي ليسو مؤهلين بقدرٍ كافٍ على تصميم أسئلة الإختيار من متعدد، فهذا النموذج من الأسئلة يتطلب خبرة ومهارة كافية. أضف إلى ذلك توقف الدراسة في المدارس لمدة تجاوزت الشهرين، الأمر الذي يعيق عملية التواصل بين المعلم والطالب – هذا لو فرضنا قدرة المعلم على تصميم هذا النموذج -، فبعد أن صدر عن المسؤولين في وزارة التربية والتعليم عدة تصريحات تشير إلى نماذج مختلفة من الأسئلة ذات الإجابات القصيرة – سطرين أو ثلاثة! – إضافةً إلى الإختيار من متعدد، خرجت الوزارة قبل أسبوع واحد فقط من بدء إمتحان الثانوية العامة،لتعلن أن الإمتحان يتكون من فقرات الصح والخطأ إضافةً إلى نموذج الإختيار من متعدد!
من هنا أرى أن امتحان الثانوية العامة لهذا العام هو إمتحان تجريبي لتجربة التعليم عن بعد، وكي نكون أكثر وضوحاً، هو إمتحان تجريبي للعملية التعليمية.
نتمنى التوفيق لأبنائنا الطلبة، ولكن لا بد من أن نشير إلى أن الطلبة ليسو حقلاً للتجارب المتتالية، وأن التعليم لا يقتصر على مرحلة الثانوية العامة، فهناك العديد من الأدوار التي لم تلتفت إليها وزارة التربية والتعليم – ومنذ سنوات – للمراحل الأساسية الدنيا والعليا، وهناك الكثير من الممارسات التي يقوم بها عدد لا بأس به من المعلمين والمعلمات لا تنهض بالتعليم ولا تخدم الجيل الحالي والقادم فحسب، بل إن هذه الممارسات لا تبني وطناً قادراً على مواجهة التحديات.
العلمُ يبني بيوتاً لا عمادَ لها،
والجهلُ يهدمُ بيوت العزّ والكرمِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى