أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

حسن المومني “نموذج لما يتمناه المواطن في المسؤول”…بقلم معالي صبري ربيحات

حسن المومني…

“نموذج لما يتمناه المواطن في المسؤول…”

بقلم معالي صبري ربيحات

حسن المومني -المنتصف
حسن المومني -المنتصف

صحيفة المنتصف

الأردن /الطفيلة

في مطلع السبعينيات من القرن الماضي كنت لا ازال على مقاعد الدراسة في مدارس لواء الصلابة والشقاء في قرية المهاجرين التي تركها اكثر من ٩٠٪ من اهلها بفعل القحط والاهمال..
في القرية التي ينتهي اسفلت الشارع الضيق الواصل بمدينة الطفيلة عند مدخلها وتستلم الهندسة لايقاع الطبيعة فلا شيء يبدو اكثر صلابة من حجر الصوان الجاثم على مدخل القرية غير بعيد عن عمود المشقوقة الذي شكل نقطة الترقب والملاحظة ومحطة التوديع والاستقبال لكل من يدخل عيمة او يغادرها الى عمان.
كانت المواصلات بين عيمة وعمان مباشرة من خلال اربعة من ابناء القرية الذين استقروا في حي الطفايلة وتولوا ترتيب رحلات نقل الركاب والحاجيات ولبوا حاجات اهل القرية المستمرة في التواصل مع الاحبة والابناء الذين تركوا القرية للعمل او الاستقرار في جبل التاج او الجوفة دون ان ينقطعوا تماما عن اهلهم واقاربهم وانسباءهم. ممن اثروا البقاء للاهتمام بالمزروعات او لادامة بيوت استضافة الابناء والاحفاد والناخبين الذين سرعان ما يتوافدوا على القرية عند سماعهم لانباء تجدد انتخابات البلدية او الاتحاد الوطني او غيرهما من اشكال التجمهر والاستقطاب التي شكلت مناسبات لاعادة التموضع واعلان الانحياز.
حتى ذلك التاريخ لم تحظى القرية التي احبها المرحوم وصفي التل بعناية اي مسؤول بالرغم من بعض الزيارات الشكلية التي قام بعض المحافظين الذين شغلوا موقع المحافظ لمنطقة الكرك التي كانت الطفيلة ضمن حدودها.

في ذات صباح ربيعي من عام ١٩٧٢ رايت وللمرة الاولى متصرف اللواء في لباسه الميداني يصحب البلدوزر الذي جاء ليخلع الصخرة التي اعاقت الطريق وفرضت على السيارات العابرة التأني لتجاوز حوافها منذ ان حطت علي طرقات قريتنا اولى العجلات المطاطية لسيارة ابن حاجية وحربي وابو عليدة وصبحي ناجي وفهيد بن عطوة وغيرهم ممن كانوا يحملون مع اطلالتهم البشائر والفرج والصرر والاخبار.

متصرف لواء الطفيلة في اوائل السبعينيات حسن المومني كان اول الصور البهية التي حملتها ذاكرتي عن صدق وتفاني واخلاص الموظف العام.. لقد امضى الرجل الطيب السمح المهاب ذلك اليوم موجها ومشرفا لاعمال فتح الطريق لقرية نائية في الجنوب الصابر بحب وتواضع واخلاص. المشهد الذي شدني كان عينة من مسيرة الرجل التي حفرت اثرا في ذاكرة الطفيلة واهلها وربطت الرجل بالناس في رباط لا اظن ان احدا من اهل المنطقة لا يعرفه ويقدره.

منذ ذلك اليوم وانا احمل في جوانحي مودة لحسن المومني الذي اصبح لاحقا وزيرا للبلديات فقد زرته في بيته قبل اكثر من عقد من الزمن وعبرت له عن اعجابي المزمن الصامت به ونموذج عمله…
الرحمة لروحك ايها الوزير المتصرف المواطن النبيل واطبب العزاء لاسرتك ورفاقك ولنا ولنموذج العمل الذي مثلته والارث الذي تركته لعائلتك ولنا جميعا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى