أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
غزةمقالات

غزة لم تترك عذر.. بقلم مشهور المومني

الخبير العسكري الأردني العقيد المتقاعد مشهور المومني

غزة لم تترك عذر

مشهور المومني -المنتصف
مشهور المومني -المنتصف

صحيفة المنتصف

ينبهر الجميع باداء المقاومة في غزة ولكن هذا الاداء لم يبدأ يوم ٧ أكتوبر بل تم التحضير له منذ سنوات عديدة.
لم تقبل عذر انها محاصرة
ولم تقبل عذراً ان فيها اكبر نسبة بطالة
لم تتعذر بصغر المساحة
ولم تتعذر بقلة السكان أقل من٢٥٠٠٠٠٠ نسمه
لم تقل ان العدو يراقبنا بالطائرات المسيرة
ولم يوقفها خذلان العرب والمسلمين لها
لم تلتفت لخيانة الخونة من بني جلدتها
لم تقبل التسليم بقلة الموارد وتفتيش ما يدخل ويخرج
لم تتعذر بأن ماءها و كهرباءها وغازها ونفطها يتحكم به عدوها
باختصار لم تقبل أو تستسلم لاي عذر
ولكنها حفرت انفاق في مشروع تعجز أغنى الدول وأحدث الآليات حفرها وزاد طولها عن طول غزة من شمالها لجنوبها ومن غربها الى شرقها حفرتها بأيديها وبما تيسر من معدات عمالها لم تكن شركات متخصصة بعطاءات وانما معلمون مدارس وممرضين وطلاب جامعات ومزارعين وتجار

صنعت سلاحها من صواريخ وراجمات وبنادق قنص وألغام وقذائف هاون واخرى لمقاومة الدروع و للدفاع الجوي وغيرها ولم تملك المصانع ولكنها شيدتها بعقول وحرفيين محليين ومهندسين مدنيين واساتذة جامعيين ومخترعين أصحاب أفكار وطوروا سلاحهم حتى اعجز العام تخيله .

دربت جنود مقاومة بدون تفرغهم بخدمة عسكرية فهم أصحاب شهادات ومهن يمارسونها ووقت التدريب يتواجدون في الميادين فاثبتوا انهم الأمهر على الاطلاق وبدون منازع تغلبوا على جنود النخبة في جيوش تعد نفسها نخبة الجيوش ولم يتقاضوا الرواتب ولا الرتب والاوسمة والنياشين .

لم يملكوا قصور ولا مزارع ولا استثمارات استثمروا بعقيدتهم وبعيشهم بين الناس فشاركوهم لقمة العيش وان فقدت وسكنوا بينهم وعملوا معهم ورغم قلة المال الى انه صرف في مكانه الصحيح لم يذهب لتسجيل ارقام عالمية ولا للحفلات والمهرجانات الفنية بل لصناعة قذيفة الياسين وعبوات شواظ بنوا عقيدة بدل القصور دربوا جنود بدل انتاج الفنون وضعوا آمال التحرير مكان حب الشهرة وكثرة التصوير بنوا مصانع للسلاح واستغنوا عن الملاهي والمقاهي
فبماذا يمكننا كمسلمين ان نتعذر وقد ملكنا ما فقدوا ولكنا عجزنا عن ما صنعوا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى