” أخلاق الملوك .. هذا هو بيت القصيد والمختصر المفيد ..”
بقلم ليث عكروش

صحيفة المنتصف
مليكي ابن الهواشم ، والذي نفخر به جميعا، من سبط النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، ومبادئ الإسلام السمح، هي اساس تعاملات الدولة الاردنية بقيادته، في كافة المحافل الدولية وعلى الصعد كافة، ومرتكزات جلالته الأساسية، في رؤيته لواقع الأردن ومستقبله .
ومنها ما تجسد اخيرا ، بلقاء جلالته و اجتماعه الاخير مع الرئيس الامريكي ترامب ، حيث كان جلالة الملك كعادته، مقداما ، متوازنا ، شجاعا ، واقعيا ، صريحا ، وواضحا، في طرحه للموقف الاردني والعربي، من القضية الفلسطينية و رفضه لمخططات التهجير ، دون استعراضات لا تسمن ولا تغني ،فكان متمسكا بالمبادئ الإسلامية والهاشمية العروبية، مسيطرا جلالته ومحجما للاندفاعات الترامبية ، فابتعد جلالته عن الارتجالية في ردات الفعل والتصريحات الغاضبة ، وعن التصادم و التصعيد مع واشنطن ، فخرج جلالته بعد الاجتماع هادئا منتصرا مبتسماً واثقا ، ومعبرا بقوة عن رسائله ومبادئه السياسية الراسخة في البيت الابيض و امام العالم اجمع .
فالملك عبدالله الثاني ، وهو عميد الرؤساء العرب ، وخير من مثل و يمثل المنطقة العربية، وحمل ويحمل همها في حله وترحاله ، يتمتع بنظرة ثاقبة ورؤى مستقبلية بعيدة المدى، وقدرة كبيرة على تجاوز الصعوبات ، ببراعة عز نظيرها ،حيث جنب بحنكته وحكمته المشهودة ، الاردن وشعبه ، وامته العربية، والقضية الفلسطينية ، كثيرا من المنعطفات الخطيرة .
ومخططات التهجير الاخيرة ، وطروحات اليمين المتطرف الاسرائيلي و الرئيس الامريكي ، لن تكون اكبر وأصعب مما واجهته المملكة الاردنية الهاشمية منذ تأسيسها ، وتخطته بفضل الله تعالى ، وحنكة القيادة الهاشمية .
فجلالته ، يمتلك حضور دبلوماسي عالمي، ويتمتع باحترام كبير، في عواصم صنع القرار ، لدبلوماسيته الذكية الرفيعة البارعة الواقعية المعتادة ، وجهوده الاخيرة بوقف العدوان والحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ، وتفنيد الرواية الاسرائيلية المزعومة لدى الغرب ، وإسناد الاهل في القطاع ، خير مثال على ذلك .
وما إتبعه جلالة الملك عبدالله الثاني من دبلوماسية عالية ، خلال لقائه مع ترامب، وايضا اجابات جلالته الدقيقة والمباشرة والحازمة، على اسئلة الصحفيين، و التي حملت رسائل بكل الاتجاهات، ولجميع الاطراف، بأن جلالته سيفعل ما هو الأفضل لأبناء شعبه ، ولمصلحة الأردن العليا ، ولحفظ حقوق الاهل في الضفة الغربية وقطاع غزة ، تصب ايضا في ذات الاتجاه .
فجلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة يتصف بشهادة رفاق السلاح ، في صفوف الجيش العربي المصطفوي ، بالضبط والربط العسكريين، وهو ما انعكس على شخصية جلالته المنضبطة دائما في المواقف الصعبة و عند الشدائد ، فجلالته “شيخ العشيرة” ويتعامل مع المواقف ،”بأخلاق الملوك ” والتي تتجلى دائما بحضوره وبعد نظره .. وظهرت بكل وضوح في زيارته الاخيرة لواشنطن .. “وهذا هو بيت القصيد والمختصر المفيد ”
“فدمت لنا سيدي ومليكي ” .