العرب المسيحيون متجذرون في مسيحيتهم قبل الرومان..بقلم أسعد العزوني
العرب المسيحيون متجذرون
في مسيحيتهم قبل الرومان..بقلم أسعد العزوني
صحيفة المنتصف
ما ورد ذات خطيئة على لسان البطريرك اليوناني ثيوفولوس الثالث الغاصب لكنيسة القيامة المقدسية “ام الكنائس”،أن إخوتنا العرب المسيحيين وتحديدا في فلسطين والأردن ، هم من بقايا غزوات الفرنجة لفلسطين وإحتلالهم للقدس ،دليل أكيد على انه ليس مسيحيا مؤمنا من أتباع السيد المسيح إبن بيت لحم ،عليه وعلى أمه البتول الطاهرة العذراء مريم إبنة عمران السلام ،ولهما كل المحبة والتقدير،ولذلك لا يحق له البقاء مع زبانيته من الرهبان اليونان في أم الكنائس يوما واحدا ،لأن الزوال هو مصير كل طاريء وهم طارئون.
هذه العصبة التي إغتصبت كنيسة القيامة قبل أكثر من 500 عاما بمساعدة وتسهيل يهود والصهيونية ،هي عصبة غازية ومحتلة ومغتصبة ،وهم أشد خطرا من الفرنجة الذين إحتلوا القدس وأزهقوا فيها أرواح الآلاف من العرب المسيحيين الفلسطينيين المقدسيين ،ومع ذلك رحلوا وعادت أم الكنائس لأهلها الحقيقيين ،لكن هذه العصبة المجرمة أزهقت روح الكنيسة برمتها ،وعطلت قدرات ونهضة إخوتنا المسيحيين في فلسطين والأردن على وجه خاص ،لأنهم حرموا من كنيستهم ومن مقدراتها،ناهيك عن قيام هذه العصبة بتسريب ممتلكات الكنيسة الوقفية وما أكثرها إن بيعا أو تأجيرا ليهود.
لا يعلم هذ الغازي الجديد حليف الصهيونية أن المسيحية بعثت في فلسطين وأن نبي الله عيسى هو فلسطيني ولد في بيت لحم القريبة من القدس وتربى في مدينة الناصرة الفلسطينية،وقد ضمت الكثير من العرب الذين تنصروا قبل تنصر الإمبراطور الروماني ب 600 عام،وبالتالي كان تنصرهم قبل الرومان والبيزنطيين واليونان والغرب المتصهين بعامة،وكانوا أعلاما ولاهوتيين مؤمنين وأباطرة وبطاركة وأساقفة،وقد بدأ التنصر العربي عن طريق بولس الرسول.
دخلت المسيحية قبائل وبطون عربية لا يستهان بها وبأكملها،كما ورد في رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطيه بعد تنصره في دمشق، وكانوا من أهل فلسطين وشبه الجزيرة العربية والعراق،وتنسك منهم العديد من الرهبان،وساعده في ذلك القديس هيلاريون والراهب سمعان العمودي،كما شاركوا في المجامع المسكونية للكنيسة بما فيها مجمع نيقية الأول عام 325،وكان مرقس على سبيل المثال أسقف كنيسة أورشاليم عام 134عربيا،وتم سيامة بطاركة عرب على بطريركية أوشاليم منذ القرن الخامس ،ولا ننسى أن اللغة العربية كانت معتمدة في هذه الكنيسة.
يبدو أن الرهبان اليونان الطارئين على كنيسة القيامة، لم يقرأوا عن مملكة الرها العربية التي إعتنق ملكها الأبجر التاسع العربي المسيحية ،قبل أن يعتنقها الإمبراطور الروماني ب 120 عاما ،وكان أول حاكم يؤسس دولة مسيحية في العالم،كما أن هؤلاء الطارئين لم يقرأوا عن هيلاريون الغزي ،الذي إهتدى بمواعظه الكثير من الوثنيين والقبائل العربية في جنوب غزة،وكذلك الراهب باخيوس المصري والأسقف يعقوب البرادعي والمنذر بن الحارث ،والبطريرك النجدي العربي إيليا بطريرك القدس ، والقديسين كوسماس ودميانس ،والحارث بن جبلة والإمبراطور فيليبس الذي تنصر قبل تنصر الإمبراطور الروماني قسطنطين بستة قرون،والبطريرك الدمشقي صفرونيوس صاحب العهدة العمرية.
وأظن الرهبان اليونان الطارئين على كنيسة القيامة ، لا ينسون الشوكة القاسية في حلوقهم المطران العروبي الحر عطا الله حنا على وجه الخصوص ،الذي تعرض مؤخرا لمحاولة قذرة من قبلهم لقتله والتخلص منه بالسم،ولا يغيبن عن بالنا الكثير من الرهبان العرب المهملين في أم الكنائس لرفضهم الإنسحاق أمام الرهبان اليونان الطارئين.
بعد خراب سد مأرب وتدفق أهل اليمن العرب على المنطقة ،تنصرت قبائل عربية كثيرة مثل قبائل غسان في الجنوب، وتنوخ في الشمال وتغلب في الشرق ومعها كندة ووائل وبكر وطيء،وتزخر فلسطين والأردن وبلاد الشام عموما بالكنائس ،كما ان المسيحية إنتشرت في اليمن إبان الدولة الحميرية،وقد شهد اليوناني يوحنا الذهبي الفم للعرب بالحكمة والفلسفة وبقيامهم بتجميل الكنائس .
القائمة تطول ،ولكن هذه الوخزة ربما تكفي الذين ينكرون دور العرب في إنتعاش وحماية المسيحية ،وإسهامهم في نهضتها وإنتشارها.
تعليق واحد