أخبار المنتصف
أخبار عاجلة
مقالات

“تجهيل الجيل” بقلم: بشرى عربيات

تجهيل الجيل
بقلم: بشرى سليمان عربيات

بشرى سليمان عربيات -المنتصف
بشرى سليمان عربيات -المنتصف

صحيفة المنتصف
كثيرةٌ هي الأسباب التي دفعتني لكتابة هذا المقال، لكني أريد توضيح بعض هذه الأسباب التي بدأت تطفو على السطح في المجتمع بعد غياب الطلبة أكثر من ستة أشهر عن المدارس، ومن ثَمَّ عودتهم لمدة أسبوعين، ومن ثمَّ، تمَّ تعليق الدراسة مؤخراً.
ترى كيف يستعد هؤلاء الطلبة لعامهم الدراسي الذي يتأرجح بين تعليقٍ وتعليمٍ عن بعد، وبين الدوام داخل المدرسة ، وكيف يمكن إقناعهم بأهمية الإلتزام بساعات من الدراسة بالرغم من الظروف الحالية ؟ وكيف يمكن إقناعهم بأهمية التقييم في نهاية الفصل سواءً كان تقييماً داخل المدرسة أو إلكترونياً، فترى لسان حال الكثير منهم يقول : ” ما الذي تريدونه؟ طالما أن الوزارة تعمل على تسهيل المواد، والإمتحانات إلكترونية، لستُ مضطراً للتقدم للإمتحان ” إذ يمكن أن يقوم أي شخص من أفراد الأسرة بتقديم الإمتحان. هذا هو الحال الذي وصل إليه الجيل الحالي – مع الأسف الشديد -، وبرعاية من وزارة التربية والتعليم.
ومن أهم هذه الأسباب التي دفعتني لكتابة هذا الموضوع، السلوكيات التي نشاهدها في الشوارع من فئة الطلبة في المرحلة الأساسية الدنيا والعليا، إذ قام كثير من أولياء الأمور، وبرعايةٍ من ةوارى التربية والتعليم، بإطلاق سراحهم في الشوارع دون رقابة أو توجيه، وما أدراك ماذا سينهلون من الأزقة والشوارع!
في كل يوم يزداد يقيني بأنه قد وقع ظلم كبير على هؤلاء الطلبة بسبب التعليم عن بعد، الأمر الذي أدَّى بهم للبعد عن التعليم.ذلك لأن المشكلة لا تكمن فقط في التقييم الإلكتروني، بل إن أساس المشكلة أنه لم تعد لدى الطلبة دافعية للتعلُّم، ولم تعد لدى البعض منهم الرغبة في الإلتزام داخل المدرسة، ناهيك عن أنه لا يوجد إرتباط معنوي بين الطلبة والمعلمين، ولا شك في أن تعليق الدراسة في بداية العام الدراسي، سيكون له أثراً كبيراً على هذه العلاقة بين المعلم المربي والتلميذ، هذه العلاقة التي جعلت من الطلبة يفكرون بأن مستقبلهم ومصيرهم يتعرض للتهديد في حال عدم العودة إلى المدرسة! إضافةً إلى سنواتٍ عديدةٍ مضت على هذا الجيل، يعاني فيها من ضعف الإرتباط النفسي والروحي بالمدرسة والمعلم.
لقد وصلنا إلى زمن نفتقر فيه للمعلم الأب القدوة، ونفتقر فيه إلى المعلمة الأم، وجاء التعليم عن بُعد ليزيد من تلك الفجوة بين المعلم والطالب، ودليل ذلك ما نسمعه من الكثير من الطلبة أنهم فرحين بالعطلة ، وكأنَّ شيئاً لم يكن.
من هنا يجب علينا كتربويين تقييم الوضع الذي يمرُّ به هذا الجيل، تقييم لا يظلمهم، فقد تعرضوا للظلم بما فيه الكفاية نتيجة الأزمة، حتى لو كانت هناك بعض الجهود المتواضعة، ولكنها لا شك لم تستطع أن تحقق الأمان العلمي والنفسي لهؤلاء الطلبة، بل ربما كان لها آثاراً سلبية، سوف نشاهد ونسمع عنها في قادم الأيام.
لربما أنقذت تلك الجهود بعض طلبة الثانوية العامة، لكن هناك أجيالاً تتعرضُ للظلم نتيجة تعليق الدوام ، ونتيجة الخلل الحاصل في عملية التعليم عن بعد، الأمر الذي يشير إلى خطورة الموقف، والدفع بهذا الجيل نحو المزيد من التجهيل.
نعم ، ذلك لأن قتلُ الدافعية، تجهيل… والبعد عن التعليم ، تجهيل…

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تجهيل الجيل ليس بعدم اعطاءه معلومات يحفظها كالببغاء وانما باعطاءه كل شي على طبق من ذهب من تلاخيص وحلول جاهزة للاسئلة كما يفعل المعلمون هذه الايام فيخرج جيل لا يمتلك اي مهارات جيل اعتمادي تافه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى